الرسول صلى الله عليه وسلم.. معلماً
تبدأ قصة النبوة بكلمة
{ اقْرَ أْ}يوم نزلت على رسولنا صلى الله عليه وسلم في الغار
ومن بداية
{ اقْرَأْ} بدأنا، بدأ تاريخنا ومجدنا وحياتنا
ومن تاريخ نزول
{ اقْرَأْ} بدأت مسيرتنا المقدّسة
وتغيّر بها وجه الأرض وصفحة الأيام ومعالم الدنيا
فتلك اللحظة هي أسعد لحظة في حياتنا نحن المسلمين
وهي اللحظة الفاصلة بين الظلام والنور
والكفر والإيمان، والجهل والعلم
واختيار اقرأ من بين قاموس الألفاظ وديوان اللغة
له سر عجيب ونبأ غريب
فلم يكن مكان
{ اقْرَأْ } غيرها من الكلمات، لا .. اكتب
ولا ..ادع ، ولا .. تكلم، ولا .. قل ، ولا .. اخطب"....
إنما
{ اقْرَأ ْ}، ويا لها من كلمة جليلة جميلة أصيلة.
اقرأ يا محمد قبل أن تدعو، واطلب العلم قبل أن تعمل
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} محمد 19.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن
{ اقْرَ أْ} منهج حياة، ورسالة حية لكل حيّ تطالبه
بتحصيل العلم النافع وطلب المعرفة
وأن يطرد الجهل عن نفسه وأمته.
وأين يقرأ بأبي وأمي وما تعلّم على شيخ
ولا درس كتابا ولا حمل قلما؟
يقرأ أولا باسم ربه كلام ربّه، فمصدره الأول الوحي
يتلوه غضّا طريا، ويقرأ في كتاب الكون المفتوح
ليرى أسطر الحكمة تخطها أقلام القدرة
فيقرأ في الشمس الساطعة، والنجوم اللامعة، والجدول والغدير
والتل والرابية، والحديقة والصحراء، والأرض والسماء:
وكتابي الفضاء اقرأ فيه
صورا ما قرأتها في كتابي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وكلمة
{ اقْرَ أْ} تدلك على فضل العلم وعلوّ مكانته
وأنه أول منازل الشرف الرافعة.
وإن كل سعادة وفلاح سببها العلم
فرسالته صلى الله عليه وسلم علميّة عمليّة
لأنه بعث بالعلم النافع والعمل الصالح
" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث"أخرجه البخاري 79 ومسلم 2282
عن أبي موسى رضي الله عنه.
فاليهود عندهم علم بلا عمل، فغضب عليهم
والنصارى لديهم عمل بلا علم فضلوا
فأمرنا بالاستعاذة من سبيل الطائفتين
{غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) } الفاتحة.
الرسول صلى الله عليه وسلم معلما
{ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113) } النساء.
" من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا الى الجنة"
أخرجه مسلم 2699 عن أبي هريرة رضي الله عنه.
كفاك بالعلم في الأمي معجزة
عند البريّة والتأديب في اليتم
فهو الذي تم في فضل وفي كرم
ثم اصطفاه رسولا بارئ النسم
بعث صلى الله عليه وسلم معلما الناس يعلم الناس
مكارم الأخلاق ومعالي الأمور وأشرف الخصال وأنبل السجايا.
فعلّم صلى الله عليه وسلم بوعظه الذي كان يهز به القلوب
فكأنه منذر جيش يقول صبّحكم ومساكم
وكان إذا وعظ علا صوته واشتدّ غضبه واحمرّت عيناه
فلا تسمع إلا بكاء ونحيبا وحنينا وأنينا وتفجّعا وتوجعّا
وندما وحسرة وتوبة ورجوعا وإنابة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وعلّم صلى الله عليه وسلم بخطبه
القيمة النافعة في مناسبات العبادات
فكانت فيضا من الهدى ونهرا من النور، تزيد الإيمان وترفع اليقين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وعلّم صلى الله عليه وسلم بفتواه لمن سأله، فكان أفقه الناس
وأعظمهم إجابة وأكثرهم إصابة، وأعرفهم بما يصلح للسائل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وعلّم صلى الله عليه وسلم بوصاياه ونصائحه التي تصل الى القلوب
وتملأ النفوس تقوى وصلاحا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وعلّم بضرب الأمثال التي يعرفها الناس، وتوضيح المعاني
بأمور محسوسة تقرب المعنى وتزيل الإشكال وترفع الوهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وعلّم صلى الله عليه وسلم بالقصص الجذاب الخلاب
الذي يثير في النفوس الإعجاب والإنصات والاستجابة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وعلّم صلى الله عليه وسلم بالقدوة الحية المتمثلة في سيرته العطرة
وأخلاقه السامية وخصاله الجليلة التي أجمع على حسنها العقلاء
وأحبها الأتقياء واقتدى بها الأولياء.
وأول كلمة نزلت عليه صلى الله عليه وسلم كلمة
"اقرأ"وهي من أعظم أدلة فضل العلم وقيمة المعرفة
وأمره الله أن يقول:
رب زدني علما، ولم يأمره بطلب زيادة
إلا من العلم لأنه طريق الرضوان وباب التوفيق وسبيل الفلاح
وامتنّ عليه ربّه بأن علّمه ما لم يكن يعلم
من المعارف الإيمانية والفتوحات الربانية والمواهب الالهية
وقال له ربه:{ فَاعْلَمْ أَنَّهُلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} محمد 19.فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، فكان صلى الله عليه وسلم
أسوة العلماء وقدوة طلبةا لعلم في الاستزادة من العلم
النافع والعمل الصالح
وقال:" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث"
أخرجه البخاري 79 ومسلم 2282.
فكانت مهمته الكبرى تعليم الكتاب والحكمة:
{ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } البقرة 129. حتى خرج من أصحابه صلى الله عليه وسلم علماء وفقهاء
وحكماء ومفسرون ومحدّثون ومفتون وخطباء
ومربّون ملؤوا الدنيا علما وحكما ورشدا واستفاقة
فكلهم من رسول الله ملتمس
غرفا من البحر أو رشفا من الديم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وقد حثّ عليه الصلاة والسلام على العلم ونشره وتعليمه
فقال كما في حجة الوداع:
" فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع"
أخرجه البخاري [1741، 7078]ومسلم 1679 عن أبي بكرة رضي الله عنه.
وقال:
" نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه الى من هو أفقه منه"
أخرجه الترمذي 2658 عن ابن مسعود رضي الله عنه
وانظر: كشف الخفاء 2\423.
وقال:" بلّغوا عني ولو آية"
أخرجه البخاري 3461 عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما.
وكانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها تعليما لأمته
فصلاته وصيامه وصدقته وحجه وذكره لربه
وكلامه وقيامه وقعوده وأكله وشربه
كل هذا تعليم وأسوة لمن آمن به واتبعه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وكان صلى الله عليه وسلم يتدرّج في التعليم
فما كان يلقي العلم على أصحابه جملة واحدة بل شيئا فشيئا
{ فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} الاسراء 106
{ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ
لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32) } الفرقان.فكان يمتثل هذا في تدريسه لأصحابه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وكان يبدأ صلى الله عليه وسلم بكبار المسائل والأهم فالمهم
ويكرر المسألة حتى تفهم عنه
ويعلّم تعليما علميا بالقدوة، كالوضوء أمام الناس ليأخذوا عنه
وصلاته لهم ليصلوا كصلاته
وقوله:
" صلوا كما رأيتموني أصلي" أخرجه البخاري 631
عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
وحجه بهم وقوله:" لتأخذوا عني مناسككم"
أخرجه مسلم 1297 عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]