(( قيل في الغياب ))
إذا كانت المرايا هي لصوص الوجوه فإن الغياب هو سارق الفرح من القلوب لأنه يجعل الروح تحلق وحيدة على أطراف حلم لا ملامح له بعيداً عن مرافئ الحنان والأمان ، وفي الغياب يجتاحنا سؤال مخيف ماقيمة الحب إذا ضاع العمر في الإنتظار ، ولماذا يباغتنا الغياب دوما من باب كان مهيأ للحضور.......؟
تقرأ جرحك بتأني وعمق وتشعر أنك بحاجة إلى أن تعيد إكتشاف نفسك من جديد ؛ وترتيب أوراق روحك المبعثرة ، وربما أيضا إكتشاف الوجه الآخر الحقيقي لمن تحب وربما أيضا الوجه الآخر للغياب حينما تشعر أن في صدرك أماني ذبحها الغياب ، نرى من نحب بصورة أوضح ونشعر بمدى أثرهم وتاثيرهم بشكل أدق ففي الغياب تكبر محبتنا لهم وتصغر محبتنا لأنفسنا.......!
إن الغياب هو أعظم قوة لمن نحب لأنه يصبغ عليه صفات الجمال و الكمال وكأنه كائن خرافي وإسطوري فنتوهم في غيابه بأن لدية تلك المقدرة على تغيير كل الأشياء والأحاسيس بمجرد حضورهم........!
ففي الغياب تتسع خارطة الشوق في جغرافية الروح وتضيق مساحة العتاب والخصام ، لأننا نعرف جيداً طعم بكاء الأشياء التي يخلفها الغياب ونرى كيف أن الحزن فيه يصفد أبواب الحلم.........!
نقرأ دفاتر الذكريات لوحدنا ونزينها بألوان الحنين الزاهيه ونرسم على السطور بعضاً من علامات الإستفهام والتعجب والفواصل ونتردد ونحن نضع نقطة في آخر السطر لأننا نخشى أن تكون هذة النقطة الأخيرة هي نقطة الوداع والفراق الأخير........!
و أحيانا يكون جمرة يتقد بها الحب وأحيانا يكون فرصة لأن يهدأ هذا الجمر المشتعل ثم ينطفئ ويترمد ليصبح مع الزمن مجرد ذكرى لحب كان مهيأ بإن يكون ناراً تضئ القلب وتشعل شموع الوجدان.........!
فنكتشف أحيانا أنه لم يتغير شئ سوى أننا لم نعد نحس بشئ ولم تعد لدينا القدرة على الإستمتاع بأي شئ حتى السفر الذي نحبه نراه رحلة جديدة في درب الغربة والإغتراب.........!
نكون دائماً مع الآخرين لكننا نشعر بأننا لوحدنا بصحبة حزننا وجرحنا ، كما أن الأشجار تموت واقفة فإن بعض مشاعر الحب تموت في الغياب ولكن بكبرياء.......!
نرى دوماً الشوق والحنين وجهين لعملة واحدة ، فالشوق لما هو آتي ، والحنين لما مضى وكلاهما يشعرك بطعم المرارة.........!
في الغياب يبقى القلب مشرعاً بيارقٍ من خوف وأمل ورجاء تنتظر من يأتي وربما لا يأتي........!
(( رسالة من القلب لكل من ترك بصمة رائعة في المنتدى لكل غائب وغائبة ))
أحببت مخاطبتكم بنفس الحب لعلي أجد صدى بينكم بالأمس كنتم معنا كنا نعانق أسماءكم ونتلهف
لكلماتكم واليوم غبتم عنا وغاب تألقكم نشتاق لكم فلا نجدكم ،أقلقنا ذلك وجعلنا نتساءل عن السبب لعل المانع خيراً.......!
أفتقدنا حضوركم ، وأفتقدنا روعة اللحظات بمشاركاتكم ، نذكر ذلك الأمس الذي ضمنا معاً ونحن هنا نمد لكم أيدينا نناديكم لعل الحنين في قلوبكم يسمع ذاك النداء نخصكم بصادق الدعاء أينما كنتم ونتمنى لكم الخير حيثما حللتم ، فرجاءً صادقاً لكل من كان معنا بالأمس وتلفّتنا اليوم فلم نجد إلا إضاءته السابقة إلى كل من عانقنا بفكره الواعي بإبتسامته البريئه بقلمه الجاد بهمسه الشعري بعذوبة أحرفه بمهاراته اللغويه بأي بصمةٍ وضعت بالملتقى القسامى الحبيب أهديكم دعوة مخلصة لكل من إفتقدناه بإن يكون غيابكم
مؤقتاً وليس دائماً أكتبها لكم وأنا على يقينٍ بأن قلوب المحبين لاتحتاج إلى كتابة ، وأنا على يقينٍ بأن مساحات قلوبكم البيضاء لم تُخلق لنسيان الماضي الرائع الذي أهديتمونا إياه ورحلتم ، ها أنا ذا أدعوكم وكلي ثقة برجوعكم وكلي أمل في تجاوبكم فلا تقتلوا هذا الأمل ولاتتركوه معلقاً للوقت يغتاله ببطء فيذبل كل وردٍ نثرتموه و مازالت أطيافه تعطر كل ثنايانا.......!
إن وجدت لدعوتي صدى في أسماعكم ولامست وسكنت حنايا قلوبكم ومن معي في هذا الصرح الشامخ فكم أتمنى أن أرى منكم توقيعاً هنا فقط لكي نطمئن بأنكم مازلتم بخير و صحةٍ وألف عافية و إن لم تستطيعوا أن ترجعوا بيننا فلا تحرمونا من الاطمئنان عليكم ، أعلم بأني قد أطلت وما ذلك إلا لحنينٍ يسكنني فيأبى إلا أن يستثير فيكم حنيناً وشوقاً مماثلاً...........!
عودوا إلينا
يا من أعطانا من وقته الكثير
يا من أعطانا من فكره الراقي
يا من أعطانا من قلمه الجميل
يامن أزاح عنا ضيقاً وهماً وأحيا بداخلنا بذرة أمل ورسم على شفاهنا بسمة فرح
عودوا ولا تغيبوا
كل ودي واحترامي لملتقانا