عاشقة فلسطين..سكنت فيها حتى سكنتها

ؤؤؤ

الشابة المصرية شيماء

فلسطين الآن – خاص

شابة
مصرية قدمت منذ شهر للقطاع ولا تنوي العودة لموطنها، ارتأت أن تسمي نفسها
"بنت فلسطين" حيث عاشت عاشقة لها وقدمت لأجلها الغالي والنفيس طيلة أيام
حياتها، وتقول بأن مسيرة فدائها لدينها وفلسطين لن تنتهي بهجر الوطن مشددة
على أن التضحية بنفسها وروحها أسمى المنى .

ناحت
من خلف الأسوار وأرسلت أشواقها مرارا لفلسطين ناظرة بنور بصيرتها قدسية
الأرض المباركة وواجب نصرتها رغم أنها في الحقيقة كفيفة العينان ، ولم
تتوانَ عن ركوب المخاطر والعبور من تحت الأرض لتطأ بقدميها فلسطين فتحقق
نصف حلمها .

وهي
الآن تندب نفسها للدعوة وإعطاء الدروس والمحاضرات ونشر الصحوة الإسلامية
في مساجد قطاع غزة منطلقة من بيت يأويها في جنوب القطاع .

واليكم نص الحوار الذي أجراه مراسل فلسطين الآن

الشاب
العربي ربما يعيش همومه وطموحاته الخاصة، وكثيرة هي محاولات عزله عن قضايا
أمته ، في المقابل نجدك تتعلقين بفلسطين فكيف تعرفتي عليها وكيف تكوّن هذا
الحب ؟؟

بدأت
قصتي منذ صغري حيث كانت أمي تفتح المذياع وتستمع للقرآن وتتركه وتخرج
للعمل ، وكنت أسمع من خلال المذياع عن فلسطين وكان اسمها يتردد أمامي
باستمرار ، ولما كنت أسأل والدتي عنها كانت تقول :" يا بنت ما تسألي عن
الأمور هذي ، هذا أمر لا يعنيكِ "، وبدأ الموضوع يهمني أكثر فأكثر وفي
المدرسة سألتني معلمة عما أتمنى فأخبرتها أني أود رؤية النبي صلى الله
عليه وسلم فأخبرتني أنه مات وسألتني عن أمنية أخرى فأجبتها " أود أن أرى
فلسطين" ، فتعجبت مني و سألتني أين عرفت فلسطين؟؟ فأخبرتها أنها كلمة
أسمعها ولا أعرف معناها وسألتها عن معناها فلم تجبني ولما جاءت أمي
المدرسة لتصحبني للبيت أخبرتها المعلمة بما حدث .

وفي
الصف الخامس الابتدائي كنا نأخذ التاريخ الحديث والصراع العربي الصهيوني
وقالت المعلمة : " اليوم سنتكلم عن فلسطين " ، وفور سماعي لها خرجت من
مقعدي ووقفت بجنبها، فسألتني لم فعلت ذلك فأجبتها بلهفة:" قولي لي ماذا
تعني فلسطين ؟؟" فأجابتني " أولها فلس وآخرها طين " .

ومن
ثم بدأت أبحث في الإذاعات مثل لندن وصوت الثورة الإسلامية في إيران وصوت
فلسطين في ليبيا وكان ينشد :"منتصب القامة أمشي ومرفوع الهامة أمشي " وكنت
أسمعها وأرددها، وكانت إذاعة اسمها "القدس" قبل السلطة ما تأتي وكان
إرسالها ضعيف جدا وكنت أضع أذني على المذياع كي أسمع الصوت وكان أهل البيت
مستغربين مني جدا .

وفي
مدرسة الثانوي كنت أعمل حفلة عبارة عن مهرجانات وكنا نحمل صور المجاهدين
والأقصى والمصاحف وكان المدرسين يضيقوا علينا جدا خشية أن يلاحقوا أو
يلومهم أحد .

واستمر اهتمامي في قضية فلسطين وكنت أتبع أخبارها بشغف كبير وبدأت أتعرف عليها وعلى ما يحدث فيها.

لو تعرفنا أكثر عن بداية التواصل مع الشعب الفلسطيني ، وما هي طبية هذا التواصل ؟؟

فتسرد قائلة ، باختصار شديد صرت أتعرف على الجرحى في عام 2007 م وفضائية الأقصى كذلك .

تعرفت
على الجرحى يوم 12 / 10 / 2007م وكان يوم الجمعة بعد الصلاة حيث اتصل بي
أحدهم قبلها بيومين وقال لي أنا فلسطيني من غزة وكان قد أخذ رقمي من
فضائية الأقصى وكان أول فلسطيني يتصل بي ، وطلب زيارتي وبدأت أبكي فخرا
بذلك ، وجاء يوم الجمعة وعملنا له حفلة أنا والطلاب الذين أحفظهم قرآن ،
ثم عرض علي الذهاب لزيارة الجرحى وتم ذلك وكان لقاء في منتهى الروعة وبدأت
أتعرف عليهم وأخذت أرقام جوالاتهم وصرت أطمئن عليهم وعلى أحوالهم ومصاريفهم ،
وشعرت أن اهتمامي بالجرحى سيكون اهتمام كامل وشعرت بالحيرة والعجز لأني لن
أستطيع القيام بذلك لهم جميعا في نفس الوقت ، فقررت الاهتمام بجريح واحد
وعند مغادرته أهتم بآخر وهكذا أصحبت عارفة ما يجب علي فعله وكنت أستلف
فلوس من الناس وأساعد الجرحى .

كيف كانت معرفتك بفضائية الأقصى ؟؟

في
الحقيقة لم يكن عندنا في البيت ريسيفر ،وكنت أروح عند أخت من أخواتي أستمع
للقنوات ، وبينما كنت بأقلب القنوات فتوقفت عند صوت حلو وجميل جذبني،
فوجدت البيت كله راح واقف بجواري ، فسألتهم " انتو واقفين كده له؟؟ " ،
فتساءلوا قائلين :" ايش معنا القناة دي وقفتي عندها؟" ، فأخبرتهم مش عارفة
ولكن الصوت هز قلبي ، وفورا سألتهم "دول أولاد فلسطين ؟؟
"، فهتفوا جميعا "سبحان الله" ، وأخبروني أن اسمها الأقصى، فقلت لهم " إن
شاء الله حماس " . فتساءلوا ليه يعني ؟؟ ، فعندما استمعت لها وجابت أم
أسير وقالوا أحمد بحر ، قلتهم القناة لحماس ، فردوا عليه ممكن يجيبوا
أسماءهم وما تكون لهم ، فدعوت الله ألا يخيب أملي ، ولما كانت أناشيد
"حمساوي" تأكدت إنها لحماس، وكنت بأتصل فيهم باستمرار وأشارك في البرامج
أتابع أخبار فلسطين وغزة منها .

كانت لك محاولات عدة للقدوم إلى قطاع غزة ، هلا حدثتنا عن محاولاتك في سبيل ذلك ؟؟

فعلا
أصبحت فلسطين بالنسبة لي كل شيء في حياتي بل كنت أتحدث معها وأنا جالسة مع
نفسي وأحدث أم الشهيد والجريح والأسير ، وعندما أذهب للجرحى لأزورهم كانت"
نفسي تعز علي " وأبكي، فيسألوني فأقول لهم وألح أن يأخذوني لفلسطين فكانوا
يرفضوا ذلك ويقولوا " هذا لا ينفع ".

وفي
نفس الوقت كنت أتصل دائما على فضائية الأقصى وأقول لهم "ألا يوجد قلب صادق
، ألا يوجد أحد يساعدني أنا أريد أن آتي فلسطين " وكنت كتبت قصائد شوق
وحنين لكي يأتوا ويأخذوني .

قبل
الحديث عن قصة مجيئك لغزة، القدوم لفلسطين كانت خطوة صعبة المنال إلا أن
إصرارك على القدوم كان كبيرا، ما هي الإجراءات التي كنت تتخذينها في محيطك
من أجل القيام بخطوة ربما لن يتقبلوها ؟؟

أنا
قبل ذلك كنت أعد للموضوع وأهيئ والدتي لخروجي فكنت أقول لها :"أنا يوم من
الأيام حأروح لرحمة ، ورحمة دي إلي تأخذ بيدي ، وربنا يكرمني معاها".

وكنت
أقول ها "لو ربنا أكرمني ورحمة دي أخذتني حنبقى سعداء كلنا " ،فتسألني "
كلنا ؟؟؟" . فأرد عليها نعم كل المسلمين ، وأسعدك انتِ بالذات ، وأخذك
معاي يا أمي ، فتسألني "معاك فين؟؟" ، فأقول لها "حيجيب لك أحسن شقة في
أحلى مكان "، بس ادعيلي ربنا يكرمني .

وكنت
أروح لأبي أن يدعو لي ويقول " ربنا يبلغك أملك " وكذلك كنت أطلب من أمي أن
تدعو لي بذات الدعاء وكنت أروح لده ولده وكنت أقول للعيال الصغار أن يدعو
لي وكنت أخلي كل الدنيا تدعي لي ربنا يعطيني ما أتمناه .

تحدثي لنا عن قصة وصولك لغزة ومجيئك من أعماق مصر إلى القطاع لوحدك وأنت الشابة الكفيفة ؟؟

مضت
الأيام وأن ألح على جميع من يتصل بي وأتصل بهم أن يأخذوني لفلسطين ، إلى
حين أن أكرمني ربي واتصل علي فاعل خير بعد صلاة الفجر وسألني " انتي عاوزة
اتروحي فلسطين ؟؟" فقلت له نعم ، فقال لي اجهزي وتعالي سيناء وأكد علي أن
الطريق طويلة وتساءل كيف سأصل وحدي فأخبرته بإصرار أني سأصل إليها .

فلما
اتصلوا فيه أخذت أكبر وقلت لأمي : "رحمة اتصلت"، فسألتني : "هيه ساكنة"
فين فقلت لها: " في بلد من البلاد ولما أصل أبقى أتصل فيكِ ".

وكانوا
يوقفونا على الكماين إلا إنهم كانوا يتركوني لتعديها ، ومضت الرحلة مدة 6
ساعات وكانت رحلة ممتعة وكنت دائما على الدعاء لحين وصولي سيناء فاتصلت به
وأخبرته عن مكاني ولون السيارة وجاء وأخذوني لسيارتهم.

وذهبت معهم في السيارة ، وكانت السيارة قد مرت على الجيش وتأخروا لمدة ساعتين .

وقال
لي السواق : " إلي يقلك عليه الأخ قولي له حاضر" ، وقال لي انتي حتنزلي
النفق ، وسألني عارفة يعني إيه النفق؟؟ ، قلت : لا ، بس حأنزل .

ودخلت
النفق ، وكنت أدعي ( انتا معانا يا رب ) لحين ما وصلت واتصلت بأخت تعرفت
عليها سابقا وجاءت وأخذتني . وكان يوم وصولي هو الاثنين 7 / 2 / 2011 م .

هل أهل بيتك يعرفون بقدومك لغزة ، ولو حدثتنا عن أول اتصال بهم من هنا ؟

لم يكن أحد يعرف من أهل بيتي بذلك ، وبعد وصولي اتصلت فيهم و قلت لهم :" أنا في فلسطين ، ولقاؤنا في الجنة " ولم يكن لديهم أي رد .

بشكل مباشر، ما هو سبب قدومك لفلسطين ؟؟ وهل تنوين المغادرة والعودة لوطنك مصر ؟

أتمنى
من الله عز وجل أن أرتقي إلى الله " أتمنى الشهادة في سبيل الله ، وإذا
دعتني فلسطين لأي نشاط من النشاطات مش ممكن أتأخر عنها ".

أنا الآن أعطي دروس دعوية في مساجد قطاع غزة ، وأنا أحب فلسطين ولن أرجع لمصر البتة .

ممكن
أن تعودي لمصر وخاصة بعد الثورة يوجد مساحة من الحرية ، هل نجاح الثورة
ممكن أن يغير في رأيك وتعودي لمصر لتخدمي فلسطين من هناك ؟

الظروف
هناك مش حتساعدني، الوضع كان هناك صعب أنا ما حسيتش بنفسي هناك، أنا لم
آتِ هربا من الدنيا ، أنا جيت هنا للجهاد في سبيل الله ونصرة الدين " لو
فكرت في حياتي مش حتلقى يوم كويس لا طفولة ولا شباب وكنت في المدرسة مهمشة
وفي الجامعة مهمشة والحمد لله رب العالمين.

أنت الآن في فلسطين وحققتي ما تمنيتي ، هل وجدتي فلسطين كما سمعتي عنها ؟

وجدتها مثلما تخيلتها لقيتها (عظيمة)، بدل الأب لقيت آباء، و بدل الأم لقيت أمهات ، وأنا هنا أجلس مع نفسي، وعندما أتذكر حياتي أبكي وأقول لربي "مش عارف أشكرك ازاي" .

ما هي الشخصية التي تعتبرينها مؤثرة في حياتك ؟

الشخصية التي أثرت في الشيخ أحمد ياسين .. وكمان أنا متأثرة في الشهيد نزار ريان ، كنت قبل ما تنتهي حرب الفرقان أحدث
نفسي " بعد حرب الفرقان سأتصل فيه وأقله يا شيخ نزار لا تتركني أنا عايزة
أروح فلسطين ، لذلك لما استشهد أغمي علي وبقيت فترة بدون أكل ولا ماء .

في الختام نريد منك رسالة إلى نساء فلسطين ومجاهديها ، وأيضا ما رأيك في مسار التفاوض وماذا تقولين لمصر ولشعبها ؟

رسالتي
لنساء فلسطين أوصيهم بالإسلام والمجاهدين خيرا ، احتسبي في سبيل الله ،
كوني خير معيل لأبناء زوجك الشهيد أو الجريح أو الأسير ، اصبروا يا أم
الشهيد يا أخته يا نساء فلسطين فإن الله معكم .

أما للمجاهدين فأنا أقول إيه للمجاهدين !! دول صفوة الأمة ، أنا لو أتكلم لهم بدي مجلدات ( ربنا يحفظهم ويثبتهم ويمكنهم ).

رسالتي
لمصر .. خذي بالك من فلسطين يا مصر ، فكِ الحصار عن فلسطين يا مصر ، خلوا
عندكم رحمة وطلعوا الأسرى إلي عندكم يا مصريين ، خلوا فلسطين في المطالب
بتعتكوا، خلوا معبر رفح في أول مطالبكم ، انتو جيرانهم وستسألوا عليهم ،
خلوا فلسطين قبلكم لأنها قضية الأسرى والأقصى والجهاد وأم القضايا العربية
والإسلامية .

التفاوض
حريجعنا لوراء ، وسيتنازلوا مرة وحدة ، لو واحد اعتدى على بيتك هل هذا
سياسة ؟؟ التفاوض عبارة عن تنازل واليهود هم اليهود من عهد النبي صلى الله
عليه وسلم ، والنبي عرف كيف يتعامل معهم ، وإحنا مش عارفين نتعامل معهم
ولذلك نحن ضايعيين .

شكرا لك اخي ضيف

فلسطين تستحق كل هذا واكثر

وشكرا لهذا السرد الرائع

تحياتي

بل الشكر لك اختى على المرور العطر

اسعدنى مرورك وانار متصفحى المتواضعـ

خالص تحياتى لك

بارك الله فيك أخي ضيف

قصة رائعة وجميلة جدا

أسأل الله أن يحقق لهذه الفتاة مطلبها ومبتغاها ويرزقها الشهادة على أرض فلسطين

تقبل مروري والتحية .

اللهم اميين

مشكورة اختى بنت الكتائب على المرور العطر

مشكور الاخ ضيف
قصة جميلة ومؤثرة
عقبال ما نكون من سا كنيها

بل الشكر موصول لكِ اختى نرجس الجزائر

اسعدنى مروركِ وانار متصفحى

قصة جميلة

مشكور اخي ضيف

قصة رائعة جدا اخي ضيف

الله محي أصلها ،،،،

الله يكتر من أمثالها ..

أشكرك جزيل الشكر اخي الفاضل على جهودك المبذولة

ربي يرضى عليك

ان شاء الله

مشكورة على المرور العطر اختى عاشقة المجاهدين

اسعدنى مروركِ وانار متصفحى المتواضعــ

» عاشقة فلسطين تسلم عليكم
» عاشقة فلسطين عادت اليكم
» دخلت داعية *********وخرجت عاشقة
» نسى المســـــــــــــلم أرض فلسطين
» قصه فيها عبره جميله‎